الخير في غيره. إذا دام المسلسون على هجر القرآن وسنة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - لابد لهم من يوم يندمون فيه قال تعالى:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}(سورة الفرقان) يوم يعض الظالم على يديه حسرة وندامة على تفريطه وعدم اتباعه للحق مع الرسول الذي أرسل إليه، ويندم عن صحبته لخليله الذي صده عن الإيمان بالقرآن بعدما سمعه ...
ومما يحزن المسلم أن يرى المسلمين يسيرون من ضعف إلى أضعف، ومن جهل إلى أجهل، وهم لا يدرون السبب في ذلك، والسبب واضح هو عدم تمسكهم بالشريعة الغراء وتشبثهم بالقوانين- الوضعية الأجنبية هذا هو الذي أفسدهم وأورثهم الفرقة والذل والضعف.
فهناك فرق كبير بين المسلمين والإسلام، فالإسلام يدل عليه كتابه الجامع ورسوله العظيم، والمسلمون يدل عليهم ضعفهم وتخاذلهم وتفرقهم هذا هو الفرق بينهما.
أيها المسلمون الله الله في دينكم لا يفتننكم الشيطان عنه بأقوال المسرفين، ولا تصرفنكم المدنية الغربية عن تعاليمه السامية فإنه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران){وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}(سورة البقرة).
يظهر بين الحين والحين بعض المفكرين الذين يعيشون بيننا فيقولون يجب عزل الدين عن المجتمع وأحوال المعيشة ومحاصرته داخل جدران المساجد - حتى المساجد أخرجوه منها كما هو الشأن في أوربا، وألفت في ذلك عدة كتب وألقيت محاضرات كثيرة إمعانا من هؤلاء على شل الجانب الديني حتى يأخذ طريق الضمور في مسيرته إلى أن ينتهي الى الفناء الذي يريدونه لا قدر الله.