ولكم صور البعض الإسلام أنه دين التواكل والتكاسل- وهو دين الإعداد {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} وهو دين العمل والسعي {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} وهو دين العمل {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} وهودين العمارة {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}"ومن بات كالا من عمل يديه بات مغفورا له"(حديث) تصور كيف يكون هذا الدين دين التواكل ودين التراخي والكسل، واستدلوا على ذلك بالكسالى العاطلين المنتسبين إليه، واتخذوا منهم عنوانا على هذا الدين ومثالا لأبنائه ...
وهناك قوة عالمية متحالفة فيما بينها منذ قديم الزمن تعمل على استئصال الإسلام من الوجود، منها الصهيونية والصليبية، والشيوعية أخيرا. كلها قوات خطيرة استهدفت الإسلام بطرق شتى ملتوية، وأساليب متنوعة ماكرة في محو الإسلام من نفوس المسلمين، وما دام هذا الوضع سائدا على المسلمين لا يخلص المجتمع من التشويه والانحراف والمسخ. يجب على المسلمين أن لا يتركوا مكان القيادة، وأن لا يهملوا منهجها، وأن لا يلهثوا وراء الأمم الضاربة في التيه والضلال ... يقول الأستاذ أنور الجندي في مقال له نشرته مجلة رابطة العالم الإسلامي: إن كل المخططات سواء كانت تبشيرية أو استشراقية، أو ثقافة غربية شيوعية كانت إما صهيونية وإما رأسمالية تتضافر كلها في سبيل غاية واحدة: وإن اختلفت الوسائل فتتلاقى على ضرب الفكر الإسلامي في أصالته ووحدانيته ليظل المسلمون يدورون في الفلك البشري الذي صاغته أهواء الطامعين وعباد الذهب والشهوات ودعاة الجنس والفلسفة ليعجز المسلمون عن تبليغ رسالة الله التي أنزلها رحمة للعالين، وليبتعدوا عن الأصالة الإسلامية التي تعصم النفس والعقل لأنها حصانة نفسية وفكرة قادرة على الثبات أمام الأعاصير.
هذه العناصر كلها - كانت ولا زالت تبث سمومها في المجتمع الإسلامي بدعوى التقدم والرقي، وساعد على ذلك الخواء الديني والفراغ الروحي ...
نشأ عن هذه المباديء التي تروج في بلدان المسلمين إنحراف عن الإسلام