والاسلام شريعة يمزج بين الدين والدنيا، وبين المسجد والدولة، فهو دين ودولة، وعبادة وقيادة. إذا أراد المسلمون أن يحققوا الخير للناس، وأن يمكنوا للدين في الأرض، فعليهم أن يسيروا على المحجة البيضاء التي سار عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل، إيمان بالله وعمل بالاسلام متواصل، ومحبة لله ولرسوله دائمة، وإخاء بين المسلمين متين، دون تفريط أو افراط، قال تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(سورة يوسف).
السؤال المطروح أمام المسلمين جميعا: هل يقف المسلمون مكتوفي الأيدي حتى يصل مجتمعهم إلى عهد الجاهلية فيهدر دينهم وتذهب قيمهم وأخلاقهم أدراج الرياح؟ وقد جرفهم تيار الفساد والإلحاد وظهرت جماعة منهم تحمل العداء السافر لهذا الدين الرباني ..
يجب على كل مسلم مكلف سواء كان مسئولا أو عاملا بسيطا جاهلا كان أم مثقفا أن يتحمل مسئوليته التي سيحاسب عنها يوم القيامة، فالحاكم مسئول عن هذا الدين، والوزير مسئول والمدير راع، والرجل راع، والمرأة راعية، ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن هذا الدين الحنيف، وكل واحد من أفراد الأمة المسلمة سيتحمل مسئوليته أمام الله والتاريخ، فالله سبحانه وتعالى سيسأل الجميع عن هذا الدين القويم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...
إن الله لا يحب أي شريعة إلا شريعة الاسلام، فشريعة الله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والشرائع الأخرى بعكس ذلك، وهذا ما يقوله الصادق الأمين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "كيف بكم إذا فسد شبابكم وطغى نساؤكم، وتركتم جهادكم؟ قالوا: أو كل ذلك كائن يا رسول الله؟ قال: بلى والله، وأشد منه سيكون. كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا؟ قالوا: أو كل ذلك كائن يا رسول الله؟ قال: بلى والله، وأشد منه سيكون، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ "(صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، فهذا كله موجود في المسلمين المعاصرين ..