هذه النطفة تخرج من بين الصلب والترائب. صلب الرجل هي فقار ظهره والترائب هي موضع القلادة من صدر المرأة. قال تعالى: في (سورة الطارق){فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} كل إنسان معه عقله فلينظر بهذا العقل إلى قدرة الله في ذاته والأشياء مودعة فيها من العقل والسمع والبصر وتراكيبها المحكمة، فإنه لو نظر بعين عقله لعرف طريق الحق وسلك مسلك الهدى فمن أين خلق الإنسان والعقل والتفكير؟ خلق من ماء دافق ...
هذه النطفة خلق منها الذكر والأنثى قالى تعالى:{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}(سورة القيامة) هذه الآية الكريمة دليل من الأدلة الكاشفة على قدرة الله هي بعث الموتى من القبور. الإنسان الكافر ينكر البعث ويستبعده، فلينظر إلى قدرة الله كيف خلقته؟ ليعلم من أين بدأ؟ وكيف صار؟ وإلى أين ينتهي؟
فخلق فسوى خلق الله تلك العلقة صورا وأشكالا فسواها في تركيبها العجيب المحكم وسواها حالا بعد حال، وخلقا بعد خلق حتى كان منها هذا الإنسان العاقل المفكر الذي يملأ الدنيا خيرا وشرا، وبعد ما ينتهي أجله فيموت، وينتقل من هذا العالم إلى العالم الباقي عالم الجزاء والحساب قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}(سورة الحج) حيث كنتم لا وجود لكم ولا أثر يدل عليكم. ثم خلقتم من تراب كما تنبت الشجرة ثم كان تناسلكم في الأرض كما تتوالد وتتناسل الكائنات ...
قال تعالى:{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}(سورة المؤمنون) عبر القرآن بلفظ {جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً} والجعل دون الخلق إذ هو وظيفة من وظائف المخلوق تتحرك النطفة نحو غايتها إلى تكوين مولود بشري سوي بالتنقل من النطفة إلى علقة إلى مضغة إلى