للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النفوس ولا هي مؤثرة عليها وسنة الله فيمن هذا شأنه أن ينزع الله من قلبه محبته، وينقص عليه محبة شهواته ولا ينال منها شيئا إلا بتنكيد وتنقيص جزاء له على إيثار هواه على الله سبحانه وتعالى، وقد قضى الله قضاء لا يرد ولا يدفع أن من أحب شيئا سوى الله عذب به، وأن من خاف غير الله سلط عليه، وأن من اشتغل بغير الله كان شؤما عليه، ومن آثر غير الله لم يبارك له فيه، ومن أرضى غيره بسخط الله أسخط عليه.

واستقامة القلب تكون بتعظيم أمر الله ونهيه، فإن الله ذم من لا يعظمه، ولا يعظم شريعته قال تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} (سورة نوح ١٣). أي ما لم لا تخافون عظمة الله تعالى ...

والمؤمن يعرف ربه عز وجل برسالته التي أرسل بها رسوله إلى الناس كافة، ومقتضاها الإنقياد لطاعته، وطاعة أوامره عندئذ يكون صاحب هذا التعظيم من الأبرار المشهود لهم بالإيمان والتصديق، وصحة العقيدة والبراءة من النفاق. ويجب على المسلم أن يعلم أن تفاضل الأعمال عند الله تكون بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص وتوابعها، وهذا العمل هو الذي يكفر السيآت تكفيرا كاملا ...

<<  <   >  >>