للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإستقلال معناه استرداد مقومات البلاد الأساسية، من بعد ما غادرها الإستعمار، ومقومات هذا الوطن هي الإسلام لا غير، والشعب منطوي على كثير من هذه المقومات لأننا شاهدنا أيام حرب التحرير كيف برزت فيه هذه المقومات.

أيها الشباب إن أول حجر تبني عليه مستقبلك هو الإيمان، والإيمان متعدد الجوانب:

أولا: الإيمان بنفسك على أن فيك استعدادا لو نميته لكنت ذا قوة فعالة، فيك استعداد للتفكير والإرادة.

الإيمان بمجتمعك على أنك عضو منه، وهو متكفل برعايتك، يتطلب منك كيف تنظر إلى غيرك، على أنه شريك لك في الحياة؟ الإيمان بمجتمعك يتطلب منك أن تتعلم كيف توجه طاقة الحماس، وقوة الشباب في سبيل الخير والعون لمجتمعك، الإيمان بالوطن على أنه الدار التي تسكنها، لأنه الحمى الذي تحتمي به من أحداث الزمن، الإيمان بالله عز وجل، فتعاليمه هي التي ترشدك كيف تؤمن بنفسك وبمجتمعك وبوطنك؟ فبالإيمان بالله تسير على هدى وبصيرة من أمرك. الإيمان بالله يدفعك إلى الأمام فتنكشف لك سبل الهداية.

أيها الشباب، إنك في بداية الطريق من هذه الحياة، وفي بداية أمرك من تحمل المسؤولية، فإن لم تستعن بالله فسوف يضعف أمرك، وأنك - بدون شك- ستتطلع إلى المستقبل كيف تكون؟ وما يدريك لعلك أن تكون قائد جيوش، أو مسئولا كبيرا في الدولة، أو عالما متبحرا في العلوم والفنون، أو فيلسوفا مقتدرا على حل المشاكل، أو مخترعا، إلى غير ذلك من الطموحات، ولكن هذه المناصب كلها إذا كانت بدون إيمان بالله فإنها تضر أكثر مما تنفع ..

الشباب في كل زمان ومكان يضرب الأمثال الرائعة في الحياة، فهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ينفتح قلبه على الإيمان بالله في بداية شأنه، فينكر عبادة النجوم والقمر والشمس، وعبادة الأصنام التي كان

<<  <   >  >>