للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد خلت كتب المتقدمين من الحنفية –فيما اطلعت عليه- من تقسيم يحصر الفقهاء في طبقات، لكن ذكرتْ بعض صفات تشير إلى ذلك مثل المجتهد (١)، وقد يُطلقون لفظ المجتهد على غير فقيه (٢)، وكذلك أهل الاجتهاد (٣)، والمقلد (٤)، وما إلى ذلك، وهي بوادر تقسيم طبقات الفقهاء حسب مكانتهم العلمية، وأول من ذكر تقسيمها على هذا النحو –فيما اطلعت عليه- أحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا (٥) (٦).


(١) المبسوط، ٢/ ٤٢.
(٢) المبسوط، ٩/ ١٦٨.
(٣) المبسوط، ١٦/ ٨٤.
(٤) بدائع الصنائع، ١/ ٥٤.
(٥) أحمد بن سليمان الرومى الشهير بابن كمال باشا الإمام العالم، العلامة، الرحلة، الفهامة، أوحد أهل عصره، وجمال أهل مصره، من لم يخلف بعده مثله، ولم ترَ العيون من جمع كماله وفضله. كان -رحمه الله تعالى- إماماً بارعاً، في التفسير، والفقه، والحديث، والنحو، والتصريف، والمعاني، والبيان، والكلام، والمنطق، والأصول، وغير ذلك، بحيث إنه تفرد في إتقان كل علم من هذه العلوم، وقلما يوجد فن من الفنون إلا وله مصنف أو مصنفات. أخذ عن المولى لطفي الرومي، وخطيب زاده، ومعروف زاده، وغيرهم. ينظر: الفوائد البهية، ص: ٢١، الطبقات السنية، ص: ١٠٧.
(٦) رسالة في طبقات الفقهاء (مخطوط) لابن كمال باشا، ص: ١ - ٣، وقد قسمها إلى سبع طبقات: (١) طبقة المجتهدين في الشرع، (٢) طبقة المجتهدين في المذهب، (٣) طبقة المجتهدين في المسائل التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب، (٤) طبقة أصحاب التخريج من المقلدين، (٥) طبقة أصحاب الترجيح من المقلدين، (٦) طبقة المقلدين القادرين على التمييز بين الأقوى والقوي والضعيف، وظاهر المذهب وظاهر الرواية والرواية النادرة، (٧) طبقة المقلدين الذي لا يقدرون على ما ذُكر، ولا يفرقون بين الغث والسمين. انتهى. وغيره قسمها إلى خمس طبقات مثل الكفوي (ت ٩٩٠ هـ) في أعلام الأخيار (مخطوط)، ص: ٦ - ٨، واللكنوي (ت ١٣٠٤ هـ) قسمها إلى ست طبقات في الفوائد البهية في تراجم الحنفية، ص: ٦ - ٧.

<<  <   >  >>