الناس فكم من عدل في بعض عمره دون بعض، ولهذا كان السعيد من كان خير عمله خواتمه.
فإذا اطُّلع على التأريخ أي تأريخ روايته وتأريخ اختلاطه؛ فهو مَخْلَصٌ حسن، وقد اطُّلع عليه في كثير من رجال "الصحيحين" جُرحوا بسوء الحفظ بعد الكبر، والصحيح من أحاديثهم رُوِيَ عنهم قبل ذلك فلا تعارض". "التنقيح" مع "التوضيح" (٢/ ١٦٧).
ومن أئمة الجرح والتعديل وحفاظ الحديث الذين ربما اختلفت أقوالهم في كثير من الرواة الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، وما ذاك إلا لسعة حفظه وكثرة تصانيفه وكثرة الرواة الذين تكلم فيهم بجرح أو تعديل، فربما صار له في الراوي عدة أقوال كما هو شأن غيره من الحفاظ كالإمام ابن معين رحمه الله وغيره.
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ابن معين: "وقد سأله عن الرجال عباس الدوري وعثمان الدارمي وأبو حاتم وطائفة، فأجاب كل واحد منهم بحسب اجتهاده، ومن ثم اختلفت آراؤه وعباراته في بعض الرجال، كما اختلفت اجتهادات الفقهاء المجتهدين، وصارت لهم في المسألة أقوال". "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (٧٢).
فالشأن في الجمع بين أقوال الحافظ ابن حجر رحمه الله التي ظاهرها التعارض في بعض الرواة هو الشأن في الجمع بين أقوال من سبقه من أئمة الجرح والتعديل التي ظاهرها التعارض، ولنا في ذلك عدة طرق:
الأولى: التأكد من صحة نسبة هذه الأقوال إلى الحافظ ابن حجر أو إلى غيره من الحفاظ فلا عبرة بقول لم تصح نسبته إلى الإمام المنسوب إليه.