للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعبي فقد أوضح أحمد بن صالح المصري سبب ذلك، قال ابن شاهين في كتاب "الثقات" (١): قال أحمد بن صالح: "الحارث صاحب علي ثقة ما أحفظه! وما أحسن ما روى عن علي! " قيل له: فما يقوله الشعبي فيه؟ قال: "لم يكن يكذب في حديثه وإنما كان يكذب في رأيه". انتهى وأبدى الذهبي في ذلك احتمالًا (٢)، والمراد بالرأي المذكور التشيع وبسببه ضعفه الجمهور، ثم رأيت عن أبي حاتم في حق الحارث شيئًا يصلح أن يحمل تكذيب الشعبي عليه، قال: "كان الحارث أعلم الناس، وكان يروي ذلك عن علي، فقيل له سمعت هذا كله من علي؟ فقال سمعت منه بعضًا وبعضه أقيس على قوله" وقد بسط ابن عبد البر في كتاب "بيان العلم" (٣) ما يتعلق بذلك". "النتائج" (١/ ٤٠٨).

"مشهور، وضعفه جماعة". "النتائج" (٢/ ١٢٦).

"ضعيف". "النتائج" (٢/ ٣٨٥)، و"التلخيص" (١/ ٥١٣، ٣/ ١٨٢، ٢٠٦، ٤/ ٢٨٩)، و"الهدي" (١٩).

"ضعيف جدًا". "النكت" (١/ ٣٤٠).

٢٦٦) الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب: صدوق يهم (عخ م مد ت س ق).


(١) وكذا قاله في كتابه "ذكر من اختلف العلماء فيه" (٥٤ - ٥٥).
(٢) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٤/ ١٥٣): "فأما قول الشعبي: "الحارث كذاب" فمحمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد، وإلا فلماذا يروي عنه ويعتقده يتعمد الكذب؟ ! "
وقد كان شيخنا مقبل رحمه الله يحمل تكذيب الشعبي على ظاهره أي: أنه يتعمد الكذب بلسانه، ويدل على ذلك أن هناك من الحفاظ غير الشعبي من كذب الحارث فقد كذبه ابن المديني وأبو خيثمة. كما في "سير النبلاء" (٤/ ١٥٣).
(٣) (٢/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>