الرواة الذين عدلهم الحافظ ابن حجر رحمه الله ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول: من عدلهم الحافظ ابن حجر تعديلا صريحا كأن يقول في الراوي: "ثقة" أو: "صدوق" وما شابه ذلك.
القسم الثاني: من عدلهم الحافظ ابن حجر رحمه الله ووثقهم تعديلا ضمنيا، وذلك كأن يحكم الحافظ ابن حجر رحمه الله على سند بالصحة أو الحسن، وهذا الراوي أحد رجال ذاك السند فأنقل ترجمة الراوي ثم أعقبها بقولي:"قال الحافظ ابن حجر في حديث هذا أحد رجال سنده: "إسناده صحيح" أو: "إسناده حسن"" وما شابه ذلك.
وذكري لهذا القسم في هذه الرسالة؛ لأن من المعلوم المتقرر عند أهل الحديث بما فيهم الحافظ ابن حجر أن تصحيح الحديث فرع عن توثيق رجاله حيث إن السند لا يسمى صحيحا عندهم إلا بتوفر عدالة الرواة وضبطهم واتصال السند، وهاك من أقوال أهل الشأن ما يدل على ذلك:
١) قال الإمام محمد بن فتوح الحميدي في الكلام على الشيخين:"وتتمة ذلك تعديلهما لرواة هذه الأصول المخرجة في الكتابين، وحكمهما بذلك فيما أفصحا به في الترجمتين؛ لأن الصحة لا يستحقها المتن إلا بعدالة الراوي". "الجمع بين الصحيحين"(١/ ٧٦).
٢) ذكر ابن القطان الفاسي علي بن عبد الملك تصحيح الترمذي حديثا من طريق سعد بن إسحاق عن زينب بنت كعب ثم قال:"وفي تصحيح الترمذي إياه توثيقها، وتوثيق سعد بن إسحاق، ولا يضر الثقة أن لا يروي عنه إلا واحد والله أعلم". "بيان