[السماعات والمراسيل التي نص عليها الحافظ في "التهذيب"]
تقدم التنبيه أني لم أقم في بحثي هذا باستيعاب المراسيل والسماعات التي ذكرها الحافظ ابن حجر - رحمَه اللهُ - في كتبه التي مررت عليها, غير أني من فضل الله سبحانه وتعالى قد قمت في بحثي "منهج الحافظ في التقريب وأصله التهذيب" بفصل خاص بالمراسيل والسماعات التي ذكرها الحافظ ابن حجر - رحمَه اللهُ - عن غيره وحقق الكلام فيها، وفصل آخر للمراسيل والسماعات التي ذكرها الحافظ من تلقاء نفسه إما استنباطًا من كلام غيره أو استظهارًا منه أو عن طريق وفاة الراوي وما إلى ذلك.
وبما أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فقد أحببت أن أستل هذين الفصلين من كتابي المشار إليه آنفًا، وألحقهما بالفصول الحديثية التي ذكرتها في مقدمة هذا الكتاب المبارك بإذن الله.
قلت هناك:
لا يخفى ما للإعتناء بالسماعات والمراسيل من الأهمية البالغة في علم الحديث إذ الحديث لا يتم الحكم عليه بالصحة، ومن ثم وجوب تلقيه بالقبول حتى يستوفي شروط الصحة والتي منها: اتصال السند.
ولما لهذا الأمر من الأهمية البالغة اهتم به علماؤنا وأولوه عنايتهم وأفرده بعضهم بالتصنيف، وممن اهتم بهذا الجانب أبو الحجاج المزي - رحمَه اللهُ - في كتابه العظيم، "تهذيب الكمال" إلا إنه بالنظر في "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر - رحمَه اللهُ - نجد أنه قد فات الحافظ المزي - رحمَه اللهُ - الإعتناء ببيان سماعات جملة كبيرة من الرواة استدركها عليه الحافظ ابن حجر في كتابه "التهذيب" وفي الحقيقة فهذه من أهم المميزات التي امتاز بها