"تهذيب التهذيب" على أصله "تهذيب الكمال" والفضل لله يختص به من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وبالنظر في تراجم الرواة الذين اعتنى الحافظ ابن حجر بسماعاتهم في "تهذيب التهذيب" نجد البعض منهم ربما استطر الحافظ ابن حجر في نقل أقوال الحفاظ في شأن سماعاتهم بما قد لا تجده مسطرا في كتاب آخر.
وهناك كثير من السماعات تبنى الإدلاء بها الحافظ ابن حجر - رحمَه اللهُ - من تلقاء نفسه من خلال فهمه لكلام بعض الحفاظ أو ما إلى ذلك وقد سقتها بفضل الله كاملة في هذا الفصل.
وأما ما سوى ذلك من السماعات التي نقلها الحافظ ابن حجر عن الحفاظ فقد اكتفيت بذكر أسماء الرواة فقط دون الإتيان بكلام الحفاظ الذي نقله الحافظ ابن حجر في تراجمهم فإن ذلك يطول، ومن أراد الوقوف على ذلك فليرجع إلى تراجم هؤلاء الرواة من "تهذيب التهذيب".
والواقع أن كتاب "تهذيب التهذيب" يعد من أعظم كتب المراسيل، ومن أوسعها مادة وأغزرها فائدة، وفيه من التحقيقات العلمية، والنقولات المهمة ما لا تجده في كثير من كتب المراسيل فينبغي لطالب العلم أن يجعله نصب عينيه حال البحث عن اتصال سند من الأسانيد، وألا يكتفي بالنظر في الكتب المختصة بالمراسيل؛ فإن ذلك من الأهمية بمكان.
وشروعًا في المقصود أقول مستعينًا بالله:
الرواة الذين تكلم الحافظ عن سماعاتهم في "التهذيب" من تلقاء نفسه أو من خلال فهمه لكلام بعض الحفاظ: