[من لم ينبه الحافظ في "التقريب" أن الشيخين إنما أخرجا له متابعة]
لقد اشترط الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة كتابه "التقريب" على نفسه التنبيه على من أخرج لهم الشيخان أو أحدهما اعتمادا ممن أخرجا أو أحدهما له متابعة أو تعليقا أو مقرونا؛ حيث قال:"وقد اكتفيت بالرقم على أول اسم كل راو إشارة إلى من أخرج حديثه من الأئمة، فالبخاري في "صحيحه" (خ) فإن كان حديثه عنده معلقا (خت) ولمسلم (م) " اهـ المراد.
وقد عرف من خلال كتابه "التقريب" أن الراوي إذا أخرج له الشيخان أو أحدهما له متابعة أو مقرونا أنه ينبه على ذلك في ترجمة الراوي بقوله مثلا: "أخرج له البخاري متابعة أو مقرونا".
إلا أننا نجد الحافظ ابن حجر رحمه الله في تراجم بعض الرواة الذين إنما أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما متابعة أو استشهادا نجده لا ينبه على ذلك في تراجمهم من "التقريب" كما هي عادته بل ربما اكتفى برمز (خ) أو (م) الذي يفيد إخراج الشيخين أو أحدهما اعتمادا لهذا الراوي.
لكننا نجده في كتبه الأخرى وبالأخص "هدي الساري" ينبه أن البخاري ومسلما أو أحدهما لم يخرجا أو أحدهما لهذا الراوي اعتمادا إنما أخرجا له أو أحدهما متابعة أو مقرونا أو استشهادا.
ولا يخفى ما لهذا التنبيه من الأهمية البالغة إذ الحديث لا يقال فيه:"على شرط الشيخين" أو: "على شرط البخاري" أو: "على شرط مسلم" إلا إذا كان إخراجهما أو أحدهما لهذا الراوي عن شيخه على سبيل الاحتجاج لا المتابعة أو الانتقاء أو التعليق؛