بما أن هذا البحث يعد خدمة لعلوم الحافظ ابن حجر رحمه الله؛ فقد أحببت أن لا يخلو الكتاب من ترجمة مختصرة للحافظ ابن حجر رحمه الله مع كونه أشهر من نار على علم، وقد رأيت أن أسوق ترجمته من "البدر الطالع" للإمام الشوكاني رحمه الله فقد أحسن فيها وأجاد حيث قال رحمه الله:
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني القاهري الشافعي - المعروف بابن حجر، وهو لقب لبعض آبائه - الحافظُ الكبير الشهير الإمام المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة.
ولد في ثاني عشر شعبان سنة (٧٧٣) ثلاث وسبعين وسبعمائة بمصر، ونشأ بها يتيما في كنف أحد أوصيائه، فحفظ القرآن وهو ابن تسع، ثم حفظ "العمدة" و "ألفية الحديث" للعراقي و "الحاوي الصغير" و "مختصر ابن الحاجب" في الأصول و"الملحة"، وبحث فى ذلك على الشيوخ، وتفقه بالبلقيني والبرماوي وابن الملقن والعز بن جماعة وعليه أخذ غالب العلوم الآلية والأصولية كـ "المنهاج" و"جمع الجوامع" و"شرح المختصر" و"المطول"، ثم حبب الله إليه فن الحديث فأقبل عليه بكليته وطلبه من سنة (٧٩٣) وما بعدها، فعكف علي الزين العراقي وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سندًا ومتنا وعللًا واصطلاحًا، وارتحل إلى بلاد الشام والحجاز واليمن ومكة وما بين هذه النواحي، وأكثر جدًا من المسموع والشيوخ، وسمع العالي والنازل، واجتمع له عن ذلك ما لم يجتمع لغيره، وأدرك من الشيوخ جماعةً، كل واحد رأسٌ في فنه الذي اشتهر به، فالتنوخي في معرفة القراءات، والعراقي في الحديث، والبلقيني في سعة