والتعديل لتنظر ماذا قال العلماء، وتأخذ الماء من مقره ومن منبعه.
نعم هنا أمر أريد أن أنبه عليه، وهو: مسألة كثرة الرجال فبهم كثرة لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، فربما يشتبه الراوي براو آخر، وربما يكون الشخص مستعجلا في وقت ويكون في وقت آخر عنده أناة وسعة صدر يبحث المسألة فإذا بحثها في كتاب وأتقن البحث في ذلك الكتاب عضضت عليه بالنواجذ، ولا يضرك إذا خالف نفسه، فإذا أتقنوا في موضع لم يتيسر لهم الإتقان والبحث والتدقيق في موضع آخر، سواء أكان عن الحديث أم عن الرجل، أو هكذا في الأحاديث رب شخص يبحث الحديث ويظهر فيه علة وأنه ضعيف، ويأتي مرة أخرى ويغتر بظاهر السند فيحكم عليه بالصحة، يكون مستعجلا ما عنده وقت للإستيعاب، فبعد هذا - بارك الله فيكم- لو رأيت أي حافظ قد أتقن بحثا فعض عليه بالنواجذ، والله المستعان". "الفتاوى الحديثية لعلامة الديار اليمانية" (٢/ ٥٣ - ٥٤).