ذلك القيام بما يرومونه، وصرح بأنه جنى على نفسه بذلك، ولم يلبث أن صرف ثم أعيد ولا زال كذلك إلى أن أخلص في الإقلاع عنه عقب صرفه في جمادى الآخرة سنة (٨٥٢) وجميع مدد قضائه إحدى وعشرون سنة.
وقد درس بمواطن متعددة واشتهر ذكره وبعد صيته وارتحل إليه العلماء وتبجح الأعيان بلقائه والأخذ عنه، وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة وألحق الأصاغر بالأكابر وامتدحه الكبار وتبجح فحول الشعراء بمطارحته، واستمر على طريقته حتى مات في أواخر ذى الحجة سنة (٨٥٢) اثنتين وخمسين وثمان مائة، وكان له مشهد لم ير مثله من حضره من الشيوخ فضلًا عمن دونهم، وشهده أمير المؤمنين والسلطان فمن دونهما، وقدم الخليفة للصلاة عليه، ودفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة، وتزاحم الأمراء والكبراء على حمل نعشه.
انتهت ترجمته من "البدر الطالع"(١/ ٨٧ - ٩٢). بتصرف يسير.