للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أحد أئمة الحديث الحفاظ، المتقنين الجامعين بين الفقه والحديث، أكثر عنه البخاري، وأبو داود، واعتمده الذهلي في كثير من أحاديث أهل الحجاز، ووثقه أحمد بن حنبل، ويحيى ابن معين فيما نقل عنه البخاري، وعلي بن المديني، وابن نمير، والعجلي وأبو حاتم الرازي وآخرون، وأما النسائي فكان سيئ الرأي فيه، ذكره مرة، فقال: "ليس بثقة ولا مأمون، أخبرني معاوية بن صالح قال: سألت يحيى بن معين عن أحمد بن صالح؟ فقال: كذاب يتفلسف رأيته يخطئ في الجامع بمصر"، فاستند النسائي في تضعيفه إلى ما حكاه عن يحيي بن معين، وهو وهم منه حمله على اعتقاده سوء رأيه في أحمد بن صالح، فنذكر أولًا السبب الحامل له على سوء رأيه فيه، ثم نذكر وجه وهمه في نقله ذلك عن يحيى بن معين.

قال أبو جعفر العقيلي (١): "كان أحمد بن صالح لا يحدث أحدًا حتى يسأل عنه، فلما أن قدم النسائي مصر جاء إليه، وقد صحب قومًا من أهل الحديث لا يرضاهم أحمد، فأبى أن يحدثه، فذهب النسائي، فجمع الأحاديث التي وهم فيها أحمد، وشرع يشنع عليه، وما ضره ذلك شيئا، وأحمد بن صالح إمام ثقة".

وقال ابن عدي (٢): "كان النسائي ينكر عليه أحاديث، وهو من الحفاظ المشهورين بمعرفة الحديث" ثم ذكر ابن عدي الأحاديث التي أنكرها النسائي وأجاب عنها، وليس في "البخاري" مع ذلك منها شيء.


(١) كما في "التعديل والتجريح" (١/ ٣٢٥). للباجي.
(٢) في "الكامل" (١/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>