للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"كان شعبة لا يأخذ عن شيوخه ما دلسوا فيه ولا ما لقنوا (١) ". "التلخيص" (٢/ ٣٧٨).

"لا يسند غالبًا (٢) إلا عن الثقات". "النتائج" (٢/ ٥٠).

قال ابن الصلاح رحمه الله في شأن التدليس: "وكان شعبة من أشدهم ذمًّا له" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "هو معروف بذلك، قال القاضي أبو الفرج المعافى النهرواني في كتاب "الجليس الأنيس" له: في المجلس الثالث والخمسين منه: "كان شعبة ينكر التدليس ويقول فيه ما يتجاوز الحد مع كثرة روايته عن المدلسين، ومشاهدته من كان مدلسًا من الأعلام كالأعمش والثوري وغيرهما - إلى أن قال: - ومع ذلك فقد وجدنا لشعبة مع سوء قوله في التدليس تدليسًا في عدة أحاديث رواها وجمعنا ذلك في موضع آخر". انتهى. وما زلت متعجبًا من هذه الحكاية شديد التلفت إلى الوقوف على ذلك ولا أزداد إلا استغرابًا لها واستبعادًا، إلى أن رأيت في "فوائد أبي عمرو بن أبي عبيد الله بن مندة"، وذلك فيما قرأت على أم الحسن بنت المنجا، عن عيسى بن عبد الرحمن بن مغالي قال قرئ على كريمة بنت عبد الوهاب ونحن نسمع عن أبي الخير الباغيان (٣) أنا أبو عمرو


(١) قال يحيى القطان: "كل شئ يحدث به شعبة عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذلك الرجل: إنه سمع فلانًا، قد كفاك أمره". "الجرح والتعديل" (١/ ١٦٢) لابن أبي حاتم، وهناك عدة آثار تدل على صحة هذه القاعدة. راجعها في "مقدمة الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم رحمه الله.
(٢) قد أحسن الحافظ رحمه الله بتقييده هذا بقوله: "غالبًا" فمع شهرة شعبة بالتحري وعدم الرواية إلا عن الثقات إلا أنه قد روى عن جماعة من الضعفاء والمتروكين. ذكرت منهم في رسالة: "القول الأحمد بذكر من لا يروي إلا عن ثقة ومن يروي عن كل أحد" ثلاثة وعشرين راويًا، منهم من ضعفه شعبة نفسه كشرقي بن قطامي وأبي شيبة الواسطي والحسن بن عمارة، وثلاثتهم متروكون.
(٣) في "تعريف أهل التقديس" (١٨٤): "الباغنان" - بالنون بعد الغين-.

<<  <  ج: ص:  >  >>