ثم ترك واشتغل في صباه بالأدب والمنطق والعربية، وقال الشعر وترسل، ثم أقبل على العلم فقرأ "الموطأ" وغيره، ثم تحول شافعيا، فمضى على ذلك وقت، ثم انتقل إلى مذهب الظاهر وتعصب له وصنف فيه ورد على مخالفيه، وكان واسع الحفظ جدًا، إلا أنه لثقته بحافظته كان يهجم بالقول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الرواة فيقع له من ذلك أوهام شنيعة، وقد تتبع كثيرًا منها الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من "المحلى" خاصة وسأذكر منها أشياء.
ومما يعاب به ابن حزم وقوعه في الأئمة الكبار بأقبح عبارة وأشنع رد، وقد وقعت بينه وبين أبي الوليد الباجي مناظرات ومنافرات". "اللسان" (٤/ ٧٢٥ - ٧٣٠).
وقال في ترجمة القاسم بن عيسى الطائي الواسطي: "وأفرط أبو محمد بن حزم كعادته فقال: مجهول لا يدرى من هو". "التهذيب" (٣/ ٤١٦).
وقال في ترجمة: مرقع بن صيفي: "وقال ابن حزم عقب حديثه عن أبي ذر في الحج: "وحديثه عن جده في الجهاد مجهول" وهو من إطلاقاته المردودة". "التهذيب" (٤/ ٤٨).
وقال في ترجمة محمد بن نجيح أبي معشر السندي: "عده أبو الحسن بن القطان فيمن لا يعرف وذلك قصور منه فلا تغتر به، وقد أكثر من وصف جماعة من المشهورين