للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يقول: ما رضيتم لأرواح قتلاكم بالنار حتى عجلتم تحريق أجسادها في الدنيا، وهذا يوم ماكسين وهو يوم الخابور: وهو نهر طوله مسيرة ثلاثة أيام، ويخرج من رأس عين بالجزيرة ثم يصب في الفرات، وعلى شاطئ الخابور قرى وحولها تلال ومروج ولها جمة وعلى الخابور قناطر. فغزاهم عمير بن الحباب، فالتقوا بقرية ماكسين على شاطئ الفرات في مهب الجنوب، والتقوا عند قنطرة بالقرية، ورئيس قيس فيهم عمير ورئيس تغلب ونمر الجزيرة ومن معهم من بطون وائل شعيث بن مليل فكانت أول وقعة تزاحفوا فيها، وكانت تغلب وألفافها يومئذ زهاء ستمائة: فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وفشا القتل في تغلب، وهرب البقية، فبنو تغلب تسمى هذا اليوم يوم الدوائر وزعموا أنه قتل من بني تغلب زهاء خمسمائة، وإنما سمي من قتلاهم اثنا عشر رجلًا، فقالوا هؤلاء وجوههم المسمون، وقتل عمير شعيثًا عند القنطرة، ففي ذلك يقوم ابن صفَّار من بني محارب:

وأيام القناطر قد تركتم ... رئيسكم لنا غلقًا رهينا

وقتل منيع بن هانئ العقيليّ ابن بهدل النمري، وقتل شعرور بن أوس، وكان من وجوه بني تغلب، وقتلوا بهدلا وفنجلا وأبا أفعى وابني لأي وابني عبد محرق ورجلين من بني الطبيب يقال لهما الآسيان: أحدهما الأحمر، وقد كان زفر بن الحارث الكلابي قال لعمير: ألهاكم الغزل إلى نسائكم عن طلب الثأر، فقال يعدّد من قتلوا منهم ومن وجوههم:

ما همُّنا يوم شعيث بالغزل ... يوم انتضيناهنَّ أمثال الشُّعل

<<  <  ج: ص:  >  >>