للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا نرجع حتى نثأر بصاحبنا. فمضت بنو عبيد بن ثعلبة. فرأسوا عليهم نويرة، ورجعت بنو جعفر، فلما تباعدوا التفت إليهم عتيبة وهو يومئذ مشنَّف: عليه شنف من حداثته، فلما نظر إليهم في السراب أرسل عينيه فبكى، فقال له جده شهاب: ما يبكيك يا مشنف؟ قال: لهذه العصابة التي خذلتها ورجعت عنها. ومحلوفه لئن هم ظفروا ورجعوا لا ينصرونك ولا يتبعونك في ذنب تلعة أبدًا، ولئن ظفر بهم إنك وقومك بعدهم أذلاء. فقال له شهاب: فما تقول؟ قال: أقول: أن ترجع فتلحق بهم، فرجع هو وقومه حتى لحقوا ببني عبيد، فسرهم ذلك ورأسوا عليهم شهابًا، فانطلقوا حتى أشرفوا على أهل ملهم، فلما انحدروا من ثنيَّة ملهم أقعدوا عليها رجلًا من بني عاصم يقال له أطيط بن قرط بن عاصم. فقالوا: لا يمرَّنَّ عليك رجل منا ولا من غيرنا منهزمًا إلا قتلته، ففعل، فلما قُتل من قُتل قالت امرأة منهم في ذلك:

لعمري لقد كان الرئيس ابن جعفر ... شهاب على أهل القرى مثل تبَّع

أتيح لهم من أرضه وسمائه ... فأهلك منها كل مبنى ومزرع

أخو الحرب يسديها ويلحم أمرها ... لجنِّيِّة جاءت بخرق سميدع

وقال مالك بن نويرة في ذلك اليوم:

طلبنا بيوم مثل يومك علقما ... لعمري لمن يسعى به كان أكرما

قتلنا بجنب العرض عمرو بن صابر ... وحمران أقصدناهما والمثلمّا

<<  <  ج: ص:  >  >>