٤٣ وطئت جياد بني تميم تغلبًا ... يوم الهذيل ويوم حيَّي هاجر
هذا يوم ذي بهدي وقد مر حديثه. وهاجر من ولد ثعلبة بن سعد بن ضبة. وهذا يوم الحائر:
وكان من حديث يوم حائر ملهم أن علقمة بن الحارث بن عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع وعبد الله أخاه أبا مليل انطلقا في طلب إبل لهما حتى وردا على أهل ملهم - وهي قرية وملهم لبني يشكر بن بكر بن وائل، فأرادوا أسرها فامتنعا، فقتل علقمة، وأسر عبد الله، فنسبوه، فأخبرهم، فقال بعضهم لبعض: والله ما طلبنا هؤلاء القوم بدم، وما لنا في حرب قومهم من حاجة، فأخذوا على عبد الله أن لا يخبرهم ولا يعلم بهم أحدًا، فأطلقوه، فانطلق حتى ورد على قومه، فسألوه عن أخيه المقتول، فلم يكلمهم، فقال نويرة: أقسم بالله لقد قُتل أخوه، وإنّّ على صاحبكم ليمينًا، فسكت، فلم يكلمهم. فلما رأى ذلك بنو ثعلبة اقتصوا أثره، حتى وردوا على أهل ملهم وهم بنو غبر بن غنم بن يشكر. فلما رآهم أهل ملهم تحصنوا، فلما رأت ذلك بنو ثعلبة أحرقوا النخل، فلما رأى أهل ملهم إحراق النخل، نزلوا إليهم فاقتتلوا، فهزم أهل ملهم، وقتل عمرو بن صابر، قتلوه صبرا. وقتل حمران بن عمرو والمثلَّم بن عبد عمرو وكان رئيس بني ثعلبة يومئذ شهاب بن عبد قيس بن كباس بن جعفر بن ثعلبة، وقبل ذلك كانوا اختلفوا واختلفت عبيد وجعفر، فقال شهاب: ارجعوا، فقال نويرة بن حمرة بن شداد: