١١ فأنشدنا فرزدق غير عال ... فقبل اليوم جدَّعك النشيد
يقول: فضحك ولم تظفر بشيء.
١٢ خرجت من المدينة غير عفٍّ ... وقام عليك بالحرم الشهود
كانت الحجاز أجدبت وضاق بأبناء المهاجرين والأنصار العيش. فقدم الفرزدق. فبلغ عمر بن عبد العزيز - وهو واليها للوليد بن عبد الملك - فدعاه فأعطاه ألف درهم، وقال له: يا فرزدق: إن أبناء المهاجرين والأنصار في ضيق شديد فلا تمدحنَّ أحدًا وانصرف. فبلغه بعد أيام أنه عند عمرو بن عثمان يمدحه، فدعاه فقال له: ألم أتقدم إليك، قد أجّلتك ثلاثًا فإن أصبتك عاقبتك. فخرج الفرزدق وهو يقول:
أوعدني وأجلني ثلاثًا ... كما وعدت لمهلكها ثمود
وقوله: وقام عليك بالحرم الشهود: لقول الفرزدق
هما دلَّتاني من ثمانين قامة ... كما انقضَّ باز أقتم الريش كاسره
١٣ خصيتك بعدما جدعتك قيس ... فأيّ عذاب ربك تستزيد
١٤ تحبك يوم عيدهم النصارى ... ويوم السبت شيعتك اليهود
١٥ فإن ترجم فقد وجبت حدود ... وحل عليك ما لقيت ثمود
١٦ تتبَّع من علمت له متاعًا ... كما تعطى للعبتها القرود