بالأفاقة، فقال الأحيمر: والله يا بني ثعلبة: لئن صدّت خيلمك قيس سوطي لا تدعي لكم داعية بعد اليوم. ولقى بسطام الأحيمر، فقال له: ويلك يا أحيمر لأنفسك على الموت، قال: وهل أبقيت مني إلا شلوًا؟ والله لا تغرب الشمس وكلانا حي! ... ثم رماه بالشقراء فاختلفا طعنتين، فانكسر رمح الأحيمر فأمال بسطام يده بذات النسوع، وحمل وديعة بن مرثد على هانئ بن قبيصة فأسره، وقتل فقحل بن مسعدة أحد بني أبي ربيعة عمارة بن عتيبة، فحمل عليه قعنب بن عصمة فقتله. ففر بسطام والدّعّاء ومفروق والضُّريس وعمرو بن الحزوّز أخو بني الحارث بن همام، وحمى الناس بسطام وكان رجلًا ثقيلًا وكانت عليه الدرع وكان على مهر، فمر برمل فنزع درعه. فألقاها. ثم هال عليها. وأتبعهم الخيل حتى إذا كانوا ببطن موشوح، لحق عفاق بن عبد الله، فأخلف له عميرة بن الحزوز الرمح، فقتله، فحمل عليه قعنب، فأسره، وكان من فرسان بني الحارث، فدفعه إلى أبيه أبي مليل فقتله بعفاق صبرًا، وعانق الأحيمر الضريس فأسره، وحمل قعنب وأسيد، فابتدرا مفروق بن عمرو، فطعناه طعنة أثقلته، حتى إذا كان بمرفضِّ غبيط الفردوس من القلة مات، فبنوا عليه أمرةً فهي تسمى أمرة مفروق، فقبر مفروق في أرض بني يربوع، وأسر عتوة بن أرقم بن نويره رجلا من بني الحارث بن همام يقال له العوّام بن عبد عمرو، فقال في ذلك وهو