أحد؟ قال: نعم! عمارة بن عتيبة. قال: أفمن آل أبي مليل؟ قال: نعم بنو الغطفانية. قال: أفي هذا السواد الذي أرى أسيد بن حنّاء السليطي؟ قال: نعم. قال: يا بني شيبان تقبّضوا على هذا الحي الحزيد.
فأصبحوا غدوة في بطن الإياد غانمين سالمين، فقال له هانئ: امتلأ سحرك يا أبا الصهباء، إن عتيبة قد مات. قال: أما إذ قلت هذا فسأحدثك ما أنت لاق: أما أنت فلن تغرَّ بن حناءة من رأس الشقراء الليلة، فإذا أحس غدوة بكم حال في متن الشقراء ثم أشرف مليحة، فإذا أشرف نادى يال ثعلبة، فيلقاك طعن ينسيك الغنيمة.
فباتوا وقد حبسوا المطوّح حتى ركبوا بليل فتقبضَّوا على بني زبيد، وذلك بسواد، غير أن أسيدًا وثب على الشقراء، فتبعه أربعة فاورس منهم، فأقبل عليهم، فقال: من أنتم؟ الله لا نتكاذب. فقال أحدهم: بسطام ومفروق وهانئ والدّعّاء. فقال: أيا سوء صباحاه. ثم ركض حتى أشرف فنادى: يال ثعلبة. فركبت بنو ثعلبة حتى وافى سبعة فوارس من بني ثعلبة فيهم قعنب ومعدان ابنا عصمة، وعفاق بن عبد الله، وعمارة بن عتبة وهو هجين عتيبة ووديعة بن مرثد، ودراج بن النحار وأحيمر بن عبد الله، وأقبلت بنو شيبان يسوقون بني زبيد معهم، فلما برز الفوارس السبعة قال قعنتب: يا بني ثعلبة إنّ خبب الخيل جبن. قال عمارة: أما أنا فإليّ وازع الخيل، وقال وديعة: كل امرئ سيرى وقعه؛ حتى التقوا