بذات الجرف. وفيهم الحكم بن مروان بن زنباع. فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فهزمت بنو عبس وأسر أسيد بن حنَّاءة السليطي الحكم بن زنباع. وأخذ شريحًا وجابرًا ابني وهب من بني عوف بن غالب فضرب أعناقهما، وأسر بنو حميريّ بن رياح زنباعًا وفروة ابني مروان على الطلاقة، وأسرفت يومئذ بنو رياح في القتل. واستنقذوا ما كانوا أصابوا لبني ربيعة. فقال في ذلك شميت بن زنباع الرياحيّ:
سائل بني عبس إذا ما لقيتهم ... على أي حي بالصريمة دلّت
قتلنا به صبرًا شريحًا وجابرًا ... وقد نهلت منه العوالي وعلت
جزينا بما آمت أسيدة حقبةً ... خويلة إذ آذنَّها فاستقلت
فأبلغ أبا حمران أن رماحنا ... قضت نذرها من غالب وتغلَّب
وما كان دهري أن فخرت بدولة ... من الدهر إلا حاجة النفس سلَّت
فدّى لرياح إذ تدارك ركبها ... ربيعة إذ كانت بها النعل زلت
فطرنا عجالا للصُّراخ ولا أرى ... لنا نعمًا من حيث نفزع شلَّت