هذا يوم منَّة لبني سعد على الرباب، نذكره في آخر القصيدة.
٣٨ والتيم ألأم من يمشي وألأمهم ... أولاد ذهل بنو السود المدانيس
٣٩ تدعى لشر أب يا مرفقي جعل ... في الصيف تدخل بيتًا غير مكنوس
ذكروا أن الرباب - قبل أن يكثر بنو تميم في أول الزمان - انطلقوا إلى أهل اليمن فحالفوهم ونزلوا بينهم في ديارهم وحالفوا منهم الحارث بن كعب - وهو يومئذ من سادة اليمن وملوكهم، فكانوا فيهم زمانًا، ثم جعلوا يعتبون عليهم ويرون أمورًا تريبهم، فقالت الرباب بعضها لبعض: ما يقعدنا ها هنا وقومنا بنو تميم أكثر الناس وأعزهم. فتحملت ضبة وعدي فرجعوا إلى تميم فنزلوا في دار تميم، وأقامت عكل والتيم، فلبثوا زمانًا بعد ذلك ثم إن ركبًا من أهل اليمن نزلوا بهم فلم يقروهم، وأساءوا ضيافتهم، فلما أصبح الركب، وقد كانوا وفدوا على الملك، فلما دخلوا عليه أخبروه بصنيع عكل والتيم. فبعث إليهم فأخذهم فجدع خمسة وعشرين من سراة التيم، وخصى خمسة وعشرين من سراة عكل، ثم أقصاهم وأهانهم واتخذهم مأكلة. وجعلوا ينكحون فيهم ولا ينكحونهم. فلما رأوا ما لقوا ظعنت عكل بعد الخصاء، فلحقت ببني تميم، وبقيت التيم وكانوا أهل شاء وحمير، فلم يستطيعوا براحًا، فأقاموا وأقروا بالذل. ثم إن رجلًا من أهل اليمن ابن أخت لهم، غضب لهم مما يصنع بهم فكتب إلى تميم بشعر له، وهو: