[الفن الثالث من المقالة السابعة من كتاب الفهرست في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب ويحتوي على أخبار المتطببين القدماء والمحدثين وأسماء ما صنفوه من الكتب]
ابتداء الطب
قال محمد بن اسحق: اختلف في أول من استنبط الطب، وفي أول الأطباء كان. فقال اسحق بن حنين في تأريخه: قال قوم أن أهل مصر استخرجوا الطب، والسبب في ذلك أن امرأة كانت بمصر، وكانت شديدة الحزن والهم، مبتلاة بالغيط والدرد. مع ذلك كانت ضعيفة المعدة، وصدرها مملو أخلاطاً ردية. وكان حيضهاً محتبساً فاتفق أن أكلت الراسن شهوة منها له. فذهب عنها جميع ما كان بها، ورجعت إلى صحتها. وجميع من كان به شئ مما كان بها استعمله فبرأ به. واستعمل الناس التجربة على سائر الأوجاع. وقال آخرون: أن هرمساً استخرج سائر الصنائع والفلسفة، والطب هو مما استخرجه. وبعض يقول أن أهل قو ويقال قولوس، استخرجوها، ويحتجون ذلك من الأدوية التي ألفتها القابلة لمرأة الملك للذي كان بها. وبعض يقول المستخرج لها السحرة. وقيل أهل بابل وقيل أهل فارس وقيل الهند وقيل اليمن وقيل الصقالبة.
[ذكر أول من تكلم في الطب]
على رأي يحيى النحوي وجد في تاريخه على الولاء رياسة إلى أيام جالينوس ثمانية، اسقلبيوس الأول. غوروس. مينس. برمانيدس. فلاطن الطبيب. اسقلبيوس الثاني. بقراط الثاني ماسك النفوس. جالينوس معناه الساكن، قال يحيى: وعدد السنين منذ وقت ظهور اسقلبيوس الأول، إلى وفاة جالينوس، خمسة الف سنة وخمسمائة سنة وستون سنة. وبين هذه السنين فترات بين كل واحد من الرؤساء الثمانية، فأما الأطباء الذين كانوا في هذه الفترات، فكان بين اسقلبيوس وبين غوروس، سوريدوس. مانيوس. مناوياس. مسيناوس. سفردوس الأول. أسفلوس. سمربلس. انطيمياخس. أفلطيمون. أغانيس. أمقورس الطبيب.