للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وهو ثقتى وبه استعين)

[المقالة الثانية من كتاب الفهرست]

ثلاثة فنون

في أخبار النحويين واللغويين وأسماء كتبهم

[الفن الأول في ابتداء الكلام في النحو وأخبار النحويين واللغويين من البصرين وفصحاء الأعراب وأسماء كتبهم]

قال محمد بن إسحق: زعم أكثر العلماء أن النحو أخذ عن أبي الأسود الدوئلى، وان أبا الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (١) وقال آخرون رسم النحو نصر بن عاصم الدوئلى ويقال الليثي. قرأت بخط أبي عبد الله بن مقلة عن ثعلب انه قال: روى ابن لهيعة عن أبي النضر قال: كان عبد الرحمن بن هرمز أول من وضع العربية، وكان أعلم الناس بأنساب قريش وأخبارها وأحد القراء. وكذا حدثني الشيخ أبو سعيد (السيرافى) وحدثني أيضاً قال: كان نصر بن عاصم الليثي أحد القراء والفصحاء وأخذ عنه أبو عمرو بن العلاء والناس. قال أبو جعفر بن رستم الطبري: انما سمي النحو نحواً لأن أبا الاسود الدوئلى قال لعلي ، وقد ألقى إليه (٢) شيئا في (٣) أصول النحو، قال أبو الاسود: فاستأذنته أن أصنع نحو ما صنع، فسمى ذلك نحواً. وقد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة: أخذ النحو عن علي بن أبي طالب أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئاً (مما) أخذه عن علي (كرم الله وجهه) إلى أحد حتى بعث اليه زياد (٤) أعمل شيئاً يكون للناس إماماً ويعرف به كتاب الله. فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئاً يقرأ: ان الله برئ من المشركين ورسوله، بالكسر. فقال ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال (انا) افعل ما أمر به الأمير، فليبغني كاتباً لقناً يفعل ما أقول فأتى بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتى بآخر. قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وان ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وان كسرت فاجعل النقطة نقطتين (٥). فهذا نقط أبي الأسود. قال أبو سعيد


(١) ف .
(٢) ف (عليه).
(٣) ف (من).
(٤) ف (ان اعمل).
(٥) ف (فاجعل النقطة من تحت الحرف).

<<  <  ج: ص:  >  >>