للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفن الأول من المقالة التاسعة من كتاب الفهرست في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب ويحتوى على وصف مذاهب الحرنانية الكلدانيين المعروفين بالصابئة ومذاهب الثنوية]

الكلدانيون (١)

حكاية من خط أحمد بن الطيب في أمرهم حكاها عن الكندي. اجتماع القوم على أن للعالم علة لم يزل واحد (كذا) لا يتكثر، لا يلحقه صفة شئ من المعلومات. كلف أهل التمييز من خلقه، الإقرار بربوبيته، وأوضح لهم السبيل، وبعث رسلاً لدلالة، وتثبيتاً للحجة، أمرهم أن يدعوا إلى رضوانه ويحذروا من غضبه، ووعدوا من أطاع نعيماً لا يزول. وأوعدوا من عصى عذابا واقتصاصا بقدر استحقاقه. ثم ينقطع ذلك.

وقد حكى عن بعض أوائلهم أنه قال: يعذب الله تسعة ألف دور، ثم يصير إلى رحمة الله، وأن يخص هؤلاء القوم الذين دعوا إلى الله، وإلى الحنيفية التي يتسمون (٢) بها. وان مشوريهم واعلامهم. ارانى، واغانا ذيمون، وهرميس، وبعضهم يذكر سولون جد فلاطون الفيلسوف لأمه. ودعوة هؤلاء القوم كلهم واحدة. وسنتهم وشرائعهم غير مختلفة. جعلوا قبلتهم واحدة. بأن صيروها لقطب الشمال في سفرة العقلاء. قصدوا بذلك للبحث عن الحكمة. ودفعوا ما ناقض الفطر (٣). ولزموا فضائل النفس الأربع. وأخذوا بالفضائل الجزوية. وتجنبوا الرذائل الجزئية، وقالوا: إن السماء يتحرك حركة اختيارية وعقلية. المفترض عليهم من الصلوة في كل يوم، ثلاث. أولها قبل طلوع الشمس بنصف ساعة أو أقل، لتنقضي مع طلوع الشمس. وهي ثمان ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة. الثانية انقضاؤها مع زوال الشمس. وهي خمس ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة. الثالثة مثل الثانية، انقضاؤها عند غروب الشمس. وإنما لزمت (٤) هذه الأوقات، لمواضع الأوتاد الثلاثة التي هي وتد المشرق ووتد وسط السماء ووتد المغرب. ولم يذكر أحد منهم أن من الفرض صلوة لوقت وتد الأرض، وصلواتهم النافلة التي هي بمنزلة الوتر في لزومه للمسلمين، ثلاث في كل يوم، الاول في الساعة الثانية من النهار. والثانية في الساعة التاسعة من النهار. والثالثة في الساعة الثالثة من الليل. ولا صلوة عندهم إلا على طهور. والمفترض عليهم من الصيام ثلاثون يوماً، أولها لثمان يمضين (٥)


(١) ف (الكلدانيين).
(٢) ف (يقسمون).
(٣) ف (القطر).
(٤) ف (الزمت).
(٥) ف (مضين).

<<  <  ج: ص:  >  >>