للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فائدة تقدّيم العبادة على الاستعانة.

قال الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (فإن قيل: لم قدّمت العبادة على الاستعانة؟ أجيب: لتتوافق رؤوس الآي، وليعلم منه أن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة، وأيضاً لما نسب المتكلم العبادة إلى نفسه أوهم ذلك فرحاً واعترافاً منه بما يصدر عنه، فعقّبه بقوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ليدل على أنّ العبادة أيضاً مما لا تتم ولا تتيسر له إلا بمعونة منه تعالى وتوفيق). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب بدلالة اللازم من الآية سر تقديم العبادة على الاستعانة في هذه الآية، وذلك لعدد من الفوائد:

أولاً: لموافقة رؤوس الآي، وهذه فائدة ظاهرة، وممن نَّص عليها من المفسرين: محمود النيسابوري (٢)، والبيضاوي، وحقي، والألوسي (٣)، وغيرهم. (٤)


(١) السراج المنير (١/ ١٠)
(٢) هو محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي، أبو القاسم نجم الدين، العالم الفاضل، كان مفسراً لغوياً فقيهاً فصيحاً، صنف (إيجاز البيان عن معاني القرآن)، توفي سنة ٥٥٣ هـ.
ينظر: طبقات المفسرين للداودي ص ٥٠٨، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ٤٢٤، والأعلام للزركلي (٧/ ١٦٧).
(٣) هو: شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي، أبو الثناء، مفسر، محدث، أديب، من أهل بغداد، إمام مجتهد، تقلد الإفتاء ببلده، وله مصنفات مشهورة. توفي سنة ١٢٧٠ هـ. ينظر: الأعلام (٧/ ١٧٦)
(٤) ينظر: إيجاز البيان عن معاني القرآن (١/ ٣٤)، وأنوار التنزيل (١/ ٢٩)، وروح البيان (١/ ١٩)، وروح المعاني (١/ ٩١).

<<  <   >  >>