للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: ليعلم أن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة، وذلك أن تقديم العبادة التي هي الوسيلة على طلب العون منه سبحانه أدعى لإجابته وقبوله، وتمكين عبده من طلبه الاستعانة، وهي فائدة حسنة.

قال ابن كثير: (وإنما قدم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها، والاهتمام والحزم هو أن يُقدم ما هو الأهم فالأهم، والله أعلم). (١)

وقد أشار إلى هذا المعنى أيضاً: البيضاوي، وحقي، والشوكاني (٢)، وغيرهم. (٣)

والفائدة الثالثة وهي أظهرها: ليدل على أن العبادة مما لا تتم ولا تتيسر للعبد إلا بمعونة ربه وتوفيقه.

قال السعدي مؤيداً هذا الاستنباط: (ذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي.) (٤)


(١) تفسير القرآن العظيم (١/ ١٣٥)
(٢) هو: محمد بن علي بن محمد الشوكاني، فقيه مجتهد، أصولي مفسر، من كبار علماء اليمن، ولي قضاء صنعاء، وله تصانيف مشهورة في فنون كثيرة، بلغت ١١٤ مصنفاً، توفي سنة ١٢٥٠ هـ. ينظر: الأعلام (٦/ ٢٩٨).
(٣) ينظر: أنوار التنزيل (١/ ٢٩)، وروح البيان (١/ ١٩)، وفتح القدير (١/ ٢٧).
(٤) تيسير الكريم الرحمن (١/ ٣٩)

<<  <   >  >>