للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأن يخلق الله السبب الآخر ويزيل الموانع، فالمسببات حينئذ يجب وجودها عند وجود أسبابها، بمعنى أن الله تعالى يحدثها حينئذ ويشاء وجودها (١)). (٢)

وقال الشيخ ابن عثيمين (٣): (الناس في الأسباب طرفان ووسط:

فالطرف الأول: نفاة أنكروا تأثير الأسباب وجعلوها مجرد علامات يحصل الشيء عندها لا بها، حتى قالوا: إن انكسار الزجاجة بالحجر إذا رميتها به حصل عند الإصابة لا بها. وهؤلاء خالفوا السمع، وكابروا الحس، وأنكروا حكمة الله تعالى في ربط المسببات بأسبابها.


(١) منهاج السنة النبوية (٣/ ١٣)، وينظر: الصفدية لابن تيمية (١/ ١٥٢)، والفتاوى الكبرى (٦/ ٦٤١)، ومفتاح دار السعادة لابن القيم (٢/ ٢٤٣)، ورفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر لمرعي المقدسي (١/ ٤٠)، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني (١/ ٣١٢)
(٢) وقال في موضع آخر: (الذي عليه السلف وأتباعهم، وأئمة أهل السنة، وجمهور أهل الإسلام المثبتون للقدر، المخالفون للمعتزلة: إثبات الأسباب، وأن قدرة العبد مع فعله لها تأثير كتأثير سائر الأسباب في مسبباتها، والله تعالى خلق الأسباب والمسببات، والأسباب ليست مستقلة بالمسببات، بل لا بد لها من أسباب أخر تعاونها، ولها مع ذلك أضداد تمانعها، والسبب لا يكون حتى يخلق الله جميع أسبابه، ويدفع عنه أضداده المعارضة له، وهو سبحانه يخلق جميع ذلك بمشيئته وقدرته كما يخلق سائر المخلوقات، فقدرة العبد سبب من الأسباب، وفعل العبد لا يكون بها وحدها، بل لا بد من الإرادة الجازمة مع القدرة). ينظر: مجموع الفتاوى (٨/ ٤٨٧)، وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (٣/ ١٣٤٦).
(٣) هو محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين المقبل الوهيبي التميمي، أبو عبدالله، علامة عصره، فقيه مفتي، تتلمذ على الشيخ السعدي وابن باز وغيرهما، كان عضواً في هيئة كبار العلماء، وعضواً في هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، له (تسهيل الفرائض) و (القواعد المثلى في صفات أسماء الله الحسنى)، وغير ذلك، توفي سنة ١٤٢١ هـ. ينظر: معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية، ص ١٠٣، وابن عثيمين الإمام الزاهد للدكتور ناصر الزهراني، ص ٢٧ - ٣٥.

<<  <   >  >>