للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجنحتها رضىً لطالب العلم) (١)، وما جاء في الأحاديث في هذا المعنى ومنها: أن الله تعالى يباهي بأهل عرفات الملائكة (٢)، ولا يباهي إلا بالأفضل، وغير ذلك مما يطول ذكره.

وهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم فقال بعضهم بتفضيل الملائكة (٣)، وقال البعض بتفضيل بني آدم، وتوقف فيها البعض (٤) ولكل قولٍ أدلته (٥)، ومذهب أهل السنة وهو الراجح: أن الأنبياء وصالحي البشر أفضل من الملائكة (٦) بدلالة هذه الآية وغيرها.

قال شيخ الإسلام: (وليس تفضيل بعض المخلوقات على بعض باعتبار ما خُلقت منه فقط، بل قد يخلق المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن .. وآدم خلَقه الله من طين فلما سوَّاه ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وفضَّله عليهم


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند برقم (١٨٠٨٩)، (٣٠/ ٩)، وأخرجه أبو داود في سننه برقم (٣٦٤١)، (٣/ ٣١٧). وابن ماجه في سننه برقم (٢٢٣)، (١/ ٨١)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (٨٨)، (١/ ٢٨٩)، وابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (١/ ١٥١)، وقال: حديث حسن. وحسنه الألباني في «التعليق الرغيب» (١/ ٥٣).
(٢) أخرجه بهذا المعنى مسلم في صحيحه في كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة، برقم (٤٣٦) (٢/ ٩٨٢)
(٣) وهو اختيار أبي بكر الباقلاني، وأبي عبد الله الحليمي. ينظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٤٨، ٢٢٦)، والمواقف للإيجي (١/ ٣٦٧).
(٤) ممن توقف في هذه المسألة، الكيا الهراسي. ينظر: الحبائك في أخبار الملائك لجلال الدين السيوطي (١/ ٥٨)، وروي التوقف في هذه المسألة عن أبي حنيفة، والطحاوي. ينظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز (١/ ٢٩٧).
(٥) ينظر: حجج القرآن لأحمد بن المظفر الرازي (١/ ٨١)، والفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي (١/ ١٥٣)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١/ ٢٨٩)، والحبائك في أخبار الملائك (١/ ٢٠٧).
(٦) تقدم توثيقه

<<  <   >  >>