للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه فالاستنباط: الاستخراج (١)؛ إذ النون والباء والطاء في لغة العرب كلمةٌ تدلُّ على استخراج الشيء والانتهاء إليه.

واستنبط الفقيه: إذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمه. قال تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: ٨٣] (٢)

قال الزجاج (٣): (معنى يستنبطونه في اللغة: يستخرجونه، وأصله من النبط، وهو الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر). (٤)

وقال ابن جرير (٥): (كلُّ من أخرج شيئاً كان مُستَتِراً عن إبصار العيون، أو عن معارف القلوب فهو مستنبطٌ له). (٦)

ومن هذه المعاني اللغوية يتبين ما يأتي:

أولاً: أن الاستنباط هو الاستخراج باتفاق أهل اللغة، وهو المعنى المطابق للَّفظ.


(١) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (٣/ ١١٦٢)، ومقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٣٨١)
(٢) ينظر: لسان العرب (٧/ ٤١٠)
(٣) هو: إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج النحوي، أبو إسحاق، كان من أهل العلم بالأدب والدين، وصنف كتاباً في (معاني القرآن)، وله كتاب (الأمالي)، وكتاب (الاشتقاق)، و (العروض) وغيرها، توفي سنة ٣١١ هـ. ينظر: إنباه الرواة على أنباء النحاة لأبي الحسن القفطي (١/ ١٩٤)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (١/ ٤٩).
(٤) معاني القرآن وإعرابه (٢/ ٨٣)
(٥) هو: محمد بن جرير بن يزيد الطبري، صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير، كان إماماً في التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغيرها من الفنون، وله مصنفات عديدة تدل على سعة فضله وغزارة علمه، من الأئمة المجتهدين، توفي سنة ٣١٠ هـ. ينظر: وفيات الأعيان (٤/ ١٩١)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (١٤/ ٢٦٧)، وطبقات المفسرين للداودي ص ٣٧٤.
(٦) جامع البيان (٧/ ٢٥٥)

<<  <   >  >>