للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال القرطبي: (في قوله تعالى: {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ} دليل على أنها لا تطلق بمضي مدة أربعة أشهر، كما قال مالك، ما لم يقع إنشاء تطليق بعد المدة، وأيضا فإنه قال: ... «سميع»، و «سميع» يقتضي مسموعاً بعد المضي، وقال أبو حنيفة: «سميع» لإيلائه، «عليم» بعزمه الذي دلَّ عليه مضي أربعة أشهر). (١)

وخالف في دلالة هذه الآية الألوسي فقال: ( .. {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ} حيث اكتفى بمجرد العزم بخلاف ما قالته الشافعية من أنه يحتاج إلى الطلاق بعد مضي المدة فإنه يحتاج إلى التقدير، وبعده لا يحتاج إلى {عَزَمُوا} أو يحتاج إلى جعل «عزم الطلاق» كناية عنه، فما قيل من أن الآية بصريحها مع الشافعي ليس في محله .. ). (٢)

والذي يظهر هو ما عليه الجمهور كما نصًّ عله الخطيب، وأن دلالة هذه الآية معتبرة في عزم الطلاق، وأن مضي المدة لا يوقع فُرقة؛ إذ لا بد من مراعاة قصده واعتبار عزمه. والله تعالى أعلم.


(١) الجامع لأحكام القرآن (٣/ ١١١).
(٢) روح المعاني (١/ ٥٢٣).

<<  <   >  >>