للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفاوت الأنبياء عليهم السلام وجواز تفضيل بعضهم على بعض.

قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [لبقرة: ٢٥٣]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (الآية دليل على أنّ الأنبياء متفاوتة الأقدام، وأنه يجوز تفضيل بعضهم على بعض ولكن بنصّ؛ لأنّ اعتبار الظنّ فيما يتعلق بالعمل لا بالاعتقاد). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها بالنصِّ على مسألة عقدية، وهي أن الرسل يتفاضلون، وأنه يجوز تفضيل بعضهم على بعض، وذلك في الجملة دون تعيين مفضول؛ حيث نصَّ تعالى على تفضيل بعض رسله على بعض فقال {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فدلَّ على جواز المفاضلة بينهم لكن بنصّ قاطع من غير ظن؛ لأنّ اعتبار الظنّ فيما يتعلق بالعمل لا بالاعتقاد؛ إذ لابد من اعتقاد التفاضل بين الأنبياء، واعتقاد فضل الرسل على الأنبياء، وفضل أولي العزم على بقية الرسل، وفضل محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الرسل والأنبياء، لقيام الأدلة الصحيحة على ذلك.

وممن نصَّ على هذه الدلالة من الآية موافقاً الخطيب: ابن عطية، والبيضاوي، وأبو حيان، وابن عاشور، وابن عثيمين وغيرهم. (٢)


(١) السراج المنير (١/ ١٩١)
(٢) ينظر: المحرر الوجيز (١/ ٣٣٨)، وأنوار التنزيل (١/ ١٥٣)، والبحر المحيط (٢/ ٦٠٠)، والتحرير والتنوير (٣/ ٧)، وتفسير العثيمين (٣/ ٢٣٨).

<<  <   >  >>