للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فراره من الموت أو القتل لا ينجيه، هانت عليه مبارزة الأقران، والتقدم في الميدان. .. ، وهذه أعظم آية في التشجيع على القتال ; لأنها تبين أن الفرار من القتل لا ينجي منه، ولو فُرِض نجاته منه فهو ميت عن قريب (١)، وهذا هو المراد بالآيات المذكورة). (٢)

فكان ذكر هذه القصة التي هي من عظيم آياته حث على الإقدام على طاعة الله تعالى كيف كان، وتحذير لسائر الناس من مثل هذا الفعل، وهي إشارة حسنة، من لطائف الاستنباط عند الخطيب، والله تعالى أعلم. (٣)


(١) روى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: «لما حضرت خالداً الوفاة بكى، ثم قال: لقد حضرت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء». ينظر: البداية والنهاية لابن كثير (٧/ ١١٤).
(٢) أضواء البيان (١/ ١٥٢).
(٣) ينظر: المحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٣٢٨)، وروح المعاني (١/ ٥٥٤).

<<  <   >  >>