للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدلالة الإشارة، حيث قال: هو أجل رسول الله أعلمه إياه، ووافقه عليه عمر - رضي الله عنه - فقال: والله لا أعلم منها إلا ما تعلم. (١)

قال ابن القيم: (وهذا من أدق الفهم وألطفه، ولا يدركه كل أحد). (٢)

- ومنها: استنباط علي، وابن عباس- رضي الله عنهما - بدلالة الجمع بين قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: ٢٣٣]، وقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: ١٥]، أن المرأة قد تلد لستة أشهر. (٣)

قال ابن كثير (٤) - رحمه الله -: (وهو استنباط قوي وصحيح). (٥)

ولا غرو فإن بيان السلف لمعاني القرآن في الذروة من الإصابة والبيان، لذا كان استنباطهم أدق استنباطٍ وأصحه وألطفه، وهذا التميز في تفاسير السلف واستنباطاتهم جزءٌ من مقتضى خيريتِهم وتفضيلهم الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أن تميزهم في تناول هذا النوع الدقيق من البيان، لَيُبرِز حرصهم على توفيةِ الآيات حقَّها من المعاني، واستيعاب كُلِّ حق أشار إليه لفظ الآية، ودلَّ عليه معناها، وذاك هو


(١) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، برقم (٣٤٢٨)، (٣/ ١٣٢٧)، وينظر: تفسير السمعاني (٦/ ٢٩٧)، ومعالم التنزيل للبغوي (٥/ ٣٢٥).
(٢) إعلام الموقعين عن رب العالمين (١/ ٢٦٦)
(٣) ينظر: جامع البيان للطبري (٤/ ٢٠٢)، والدر المنثور للسيوطي (١/ ٦٨٨)
(٤) هو إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، الفقيه الشافعي، الحافظ عماد الدين، أبو الفداء، اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله فجمع التفسير وجمع التاريخ الذي سماه (البداية والنهاية)، وله (طبقات الشافعية) وغيرها، توفي سنة ٧٧٤ هـ. ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني (١/ ٣٧٣)، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ٢٦٠.
(٥) تفسير القرآن العظيم (٦/ ٦٢٣)

<<  <   >  >>