للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علم الاستنباط. (١)

وعليه فالاستنباط ملازم لتفسير القرآن لم ينفصل عنه، فلا يكاد يوجد من كتب التفسير كتاب يخلو من استنباط، أو ملمحٍ من خفي معنى الآية، ولهذا كان الاستنباط من أوثق علوم القرآن ارتباطاً بعلم التفسير، ولا يتوصل إليه إلا بعد كمال التفسير وتمامه.

وكان هذا الارتباط من أول نشأة علم التفسير وظهوره، حتى توالت التفاسير على مر القرون ملازمةً للاستنباط، وممن اعتنى بهذا الجانب:

التستري (٢) في تفسيره، وأبو عبد الرحمن السلمي (٣) في (حقائق التفسير)، وأبو القاسم القشيري (٤) في (لطائف الإشارات)، والرازي (٥) في (التفسير


(١) ينظر: معالم الاستنباط في التفسير ص ٦٦
(٢) هوأبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع التستري، الصوفي، الزاهد، أحد أئمة الصوفية، والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات، أصله من "تستر " أحد مدن محافظة خوزستان. سكن البصرة وعبادان مدة، وكان سبب سلوكه التصوف خاله محمد بن سوار. توفي سنة: ٢٨٣ هـ. ينظر: طبقات الصوفية للسلمي (١/ ١٦٦)، ووفيات الأعيان (٢/ ٤٢٩)، وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٣٠)
(٣) هو محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي النيسابوري، أبو عبد الرحمن، الإمام، الحافظ، المحدث، شيخ خراسان، وكبير الصوفية، صاحب التصانيف. قال عنه الذهبي: (شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم، قيل: كان يضع الأحاديث للصوفية). بلغت تصانيفه مئة أو أكثر، منها (حقائق التفسير) مختصر، على طريقة أهل التصوف، و (طبقات الصوفية) وغيرها. توفي سنة ٤١٢ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢٤٧)، وطبقات المفسرين للسيوطي ص ٣١، وشذرات الذهب لابن العماد (٣/ ١٩٦)
(٤) هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة النيسابوري، القشيري، من بني قشير ابن كعب، أبو القاسم، زين الإسلام، شيخ خراسان في عصره، زهدا، وعلما بالدين، ولد سنة ٣٧٦ هـ، من كتبه: التيسير في التفسير، ولطائف الإشارات، والرسالة القشيرية، توفي في نيسابور سنة ٤٥٦ هـ. ينظر: طبقات المفسرين للسيوطي (١/ ٦١)، والأعلام للزركلي (٤/ ٥٧)
(٥) هو محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الشافعي، أبو عبدالله، فخر الدين، المفسر المتكلم الأصولي، له تصانيف في علم الكلام والمعقولات، وله (التفسير الكبير)، و (المحصول في أصول الفقه)، و (شرح الأسماء الحسنى) وغيرها، توفي سنة ٦٠٦ هـ. ينظر: طبقات الشافعية الكبرى لابن قاضي شهبة (٢/ ٦٥)، وطبقات المفسرين للسيوطي ص ١١٥، وطبقات المفسرين للداودي ص ٤٤٤.

<<  <   >  >>