للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجماعة القائلين بأن صاحب الكبيرة لا يخلد في النار (١)؛ لأن المؤمن استحق ثواب الإيمان فلا بد وأن يوفى عليه ثوابه، لقوله تعالى {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} فإما أن يثاب في الجنة، ثم ينقل إلى دار العقاب وذلك باطل بالإجماع، وإما أن يعاقب بالنار ثم ينقل إلى دار الثواب أبداً مخلداً وهو الصحيح، أفاده الرازي. (٢)

وأهل السنة والجماعة على أن أصحاب الكبائر تحت مشيئة الله، إن شاء الله تعالى غفر لهم وأدخلهم الجنة برحمته كما قال سبحانه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء: ٤٨)، وإن شاء أدخلهم النار بعدله بقدر سيئاتهم، ثم أُخرجوا من النار بإيمانهم، وبعقيدتهم وتوحيدهم.

قال الطحاوي: (وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته، ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكِرته الذين خابوا من هدايته، ولم ينالوا من ولايته). (٣)

وهذه الدلالة وإن كانت صحيحة، إلا أن استنباطها من هذه الآية ليس بظاهر كل الظهور، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: المرجع السابق، ومعارج القبول بشرح سلم الوصول للحكمي ٢/ ٤٢٨.
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٧/ ١٨١)
(٣) ينظر: العقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي الحنفي ص ١١.

<<  <   >  >>