للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنافع، إلا أن الثواب لا يحصل إلا عن فعلها ابتغاء مرضاة الله (١)، فإذا فعل المرء ذلك خالصاً لوجه الله نفعه، وإن فعله لتحصيل غرض دنيوي، أو رياء وسمعة لم ينفعه، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى» (٢)، فهذا يدل على عظم شأن النية في الأعمال، وأن مدار قبول العمل على إخلاص النية، وتطهير القلب من الالتفات إلى الدنيا.

وهي إشارة حسنة من الآية، وممن وافق الخطيب في استنباط هذه الدلالة: أبوحيان، والبقاعي، والخازن، وابن عاشور، والسعدي، وغيرهم. (٣)

قال أبو حيان: (في قوله: {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} دليل على أنه لا يجزي من الأعمال إلا ما كان فيه رضا الله تعالى، وخلوصه لله دون رياء ولا سمعة). (٤)

وقال البقاعي: (هذه الآية من أعظم الدلائل على أن المطلوب من أعمال الظاهر رعاية أحوال القلب في إخلاص النية، وتصفية الداعية عن الالتفات إلى غرض دنيوي، فإن كان رياء انقلبت فصارت من أعظم المفاسد). (٥)

وكمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص، ولهذا كان أعظم مقصود هو رضا الله تعالى، وإخلاص العمل له في الأمر كله؛ إذ النية روح العمل وقوامه،


(١) ينظر: التحرير والتنوير (٥/ ٢٠٠).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) ينظر: البحر المحيط (٤/ ٦٦)، ونظم الدرر (٥/ ٤٠١)، ولباب التأويل (١/ ٤٢٧)، والتحرير والتنوير (٥/ ٢٠٠)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٢٠٢)
(٤) البحر المحيط (٤/ ٦٦)
(٥) نظم الدرر (٥/ ٤٠١)

<<  <   >  >>