للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رعاية أحوال الباطن في إخلاص النية، وتصفية القلب من الالتفات إلى الدنيا.

قال الله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: ١١٤]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: ({وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} أي: هذا المذكور {ابْتِغَاءَ} أي: طلب {مَرْضَاتِ اللَّهِ} أي: لا غيره من أمور الدنيا؛ لأنّ الأعمال بالنيات، {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} أي: الله في الآخرة بوعد لا خلف فيه {أَجْرًا عَظِيمًا} هو الجنة والنظر إلى وجهه الكريم، وفي هذه الآية دلالة على أنّ المطلوب من أعمال الظاهر رعاية أحوال الباطن في إخلاص النية، وتصفية القلب من الالتفات إلى غرض دنيوي). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن إخلاص النية وتصفية القلب من الالتفات إلى عرض الدنيا هو أعظم مطلوب، لأنه تعالى وعد بالثواب على فعل المذكورات إذا كان لابتغاء مرضاة الله، فدلّ على فضلها لما فيها من


(١) السراج المنير (١/ ٣٨٤)

<<  <   >  >>