للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجوب الترتيب في الوضوء.

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: ٦]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (الفصل بين الأيدي والأرجل المغسولة بالرأس الممسوح، فيه دليل على وجوب الترتيب في طهارة هذه الأعضاء، وعليه الشافعيّ (١) رضي الله تعالى عنه). (٢)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها بالنص على وجوب الترتيب في الوضوء؛ لأن إدخال الممسوح وهو (الرأس) بين المغسولات (الأيدي والأرجل) قرينة على أنه أريد به الترتيب (٣)، فالعرب لا تقطع النظير عن النظير إلا لفائدة (٤)، والفائدة هنا الترتيب. (٥)


(١) ينظر: أسنى المطالب في شرح روض الطالب للسنيكي (١/ ٣٤)، والمجموع (١/ ٤٧٠)، ومغني المحتاج للخطيب الشربيني (١/ ٥٤).
(٢) السراج المنير (١/ ٤١٤)
(٣) لأن" الفاء" في قوله: " فاغسلوا" توجب التعقيب فإنها لما كانت جواباً للشرط ربطت المشروط به، فاقتضت الترتيب في الجميع، ينظر: أحكام القرآن لابن العربي (٢/ ٥٢)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٦/ ٩٩)
(٤) قال النووي: (ذكر الله تعالى ممسوحًا بين مغسولات، وعادة العرب إذا ذكرت أشياء متجانسة وغير متجانسة، جمعت المتجانس على نسق، ثم عطفت غيرها، لا يخالفون ذلك إلا لفائدة، فلو لم يكن الترتيب واجبًا لما قطع النظير عن نظيره). ينظر: المجموع شرح المهذب (١/ ٤٧٣).
(٥) ينظر: تفسير القرآن العظيم (٣/ ٥٢)، والمهذب للشيرازي (١/ ٤٦٩)

<<  <   >  >>