للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدلالة الثانية:

لا يقبل الله تعالى الطاعة إلا من مؤمن متق.

وجه الاستنباط:

«إنما» في قول ابن آدم لأخيه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} تفيد الحصر، فحصرَ القبول في أعمال المتقين. (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية بدلالة النَّص أن الله تعالى لا يقبل طاعة إلا من مؤمن متق، حيث أفاد قول هابيل لأخيه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} حصرَ القبول في أعمال المتقين. والمعنى: أن الله يقبل من المتقين دون غيرهم، وعلى هذه الدلالة فإذا كان المراد من المتقين معناه المعروف شرعاً، المحكي بلفظه الدال عليه مراد ابن آدم، كان مفاد الحصر أن عمل غير المتقي لا يُقبل، فيحتمل أن هذا كان في شريعتهم، ثم نُسخ في الإسلام بقبول الحسنات من المؤمن وإن لم يكن متقياً في سائر أحواله. (٢)

وممن نصَّ على هذه الدلالة من الآية: الزمخشري، والرازي، والبيضاوي، وغيرهم. (٣)

قال الزمخشري: (فيه دليل على أن الله تعالى لا يقبل طاعة إلا من مؤمن متق، فما أنعاه على أكثر العاملين أعمالهم). (٤)


(١) ينظر: التحرير والتنوير (٦/ ١٧٠).
(٢) ينظر: المرجع السابق
(٣) ينظر: الكشاف (١/ ٦٢٤)، والتفسير الكبير (١١/ ٣٣٨)، وأنوار التنزيل (٢/ ١٢٣)
(٤) المرجع السابق.

<<  <   >  >>