للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعضهم لبعض أولياء، لأن من والاهم فقد أظهر لأهل الإيمان الحرب، ومنهم البراءة، وأبان قطع ولايتهم). (١)

وليس المراد بالبعض إحدى طائفتي اليهود والنصارى، وبالبعض الآخر الطائفة الأخرى؛ للقطع بأنهم في غاية من العداوة والشقاق (٢) كما أخبر عنهم سبحانه في قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} [البقرة: ١١٣].

قال أبو السعود: (والجملة مستأنفة مسوقة لتعليل النهي، وتأكيد إيجاب الاجتناب عن المنهي عنه، أي بعضهم أولياء بعض، متفقون على كلمة واحدة في كل ما يأتون وما يذرون، ومن ضرورته إجماع الكل على مضادتكم، ومضارتكم بحيث يسومونكم السوء، ويبغونكم الغوائل فكيف يتصور بينكم وبينهم موالاة؟!) (٣)

وممن أشار إلى هذا المعنى من المفسرين: الطبري، والبيضاوي، والنسفي، وأبو حيان، وأبو السعود، والقاسمي، والسعدي، وغيرهم. (٤)

وعليه فالغرض من هذه الآية ومقصودها إرشاد الله تعالى عباده المؤمنين أن لا يتخذوا اليهود والنصارى أولياء؛ لأن التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم،


(١) جامع البيان ١٠/ ٣٩٩
(٢) ينظر: جامع البيان (١٠/ ٣٩٩)، والبحر المحيط (٤/ ٢٩١)، وإرشاد العقل السليم (٣/ ٤٨)، وفتح القدير (٢/ ٥٧).
(٣) ينظر: إرشاد العقل السليم (٣/ ٤٨)
(٤) ينظر: جامع البيان (١٠/ ٣٩٩)، وأنوار التنزيل (٢ /) ١٣٠، ومدارك التنزيل (١/ ٤٥٣)، البحر المحيط (٤/ ٢٩١)، وإرشاد العقل السليم (٣/ ٤٨)، ومحاسن (٤/ ١٦٢)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٢٣٥).

<<  <   >  >>