للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدلالة الثانية:

الإسلام يجب ماكان قبله.

الدراسة:

لمّا ذكر سبحانه وعده بتكفير ذنوب أهل الكتاب بقوله {لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} مع عظمها دلّ بدلالة الالتزام على أن الإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي.

وفي قوله تعالى في فاتحة هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا} ذكر سبحانه: الإيمان والتقوى، ورتَّب عليهما أمرين: قابل الإيمان بتكفير السيئات إذ الإسلام يجبُّ ما قبله، ورتّب على التقوى وهي امتثال الأوامر واجتناب المناهي دخول جنات النعيم. (١)

ويشهد لصحة هذه الدلالة ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟». (٢)

قال أبو السعود في بيان هذه الآية {لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ}: (وتكرير اللام لتأكيد الوعد، وفيه تنبيه على كمال عظم ذنوبهم وكثرة معاصيهم، وأن الإسلام يجب ما قبله من السيئات، وإن جلت وجاوزت كل حد معهود.) (٣)


(١) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٣١٨)
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، برقم (١٢١)، (١/ ١١٢)
(٣) إرشاد العقل السليم (٣/ ٥٩)

<<  <   >  >>