للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو حيان مؤيداً دلالة هذه الآية: (وأما شج جبينه وكسر رباعيته يوم أُحد فقيل: الآية نزلت بعد أحد (١)، فأما إن كانت قبله فلم تتضمن العصمة هذا الابتلاء ونحوه من أذى الكفار بالقول، بل تضمنت العصمة من القتل والأسر، وأما مثل هذه ففيها الابتلاء الذي فيه رفع الدرجات واحتمال كل الأذى دون النفس في ذات الله، وابتلاء الأنبياء أشد، وما أعظم تكليفهم .. ، وتضمنت هذه الجملة الإخبار بمغيب ووُجد على ما أخبر به، فلم يصل إليه أحد بقتل ولا أسر مع قصد الأعداء.) (٢)

وقال الشيخ بن باز في بيان وعد الله لنبيه بالعصمة في هذه الآية، وما أصابه عليه الصلاة والسلام: (أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء: فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام، بل أصابه شيء من ذلك، فقد جُرح يوم أحد، وكُسرت البيضة على رأسه، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقاً شديداً، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل، ومما كتبه الله عليه، ورفع الله به درجاته، وأعلى به مقامه، وضاعف به حسناته، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله، ولا منعه من تبليغ الرسالة، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ، فقد بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم.) (٣)


(١) ينظر: معالم التنزيل للبغوي (٢/ ٦٩)،
(٢) البحر المحيط (٤/ ٣٢٣)
(٣) فتاوى الشيخ ابن باز (٨/ ١٥٠)

<<  <   >  >>