للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نوال الجنة إنما هو بأيسر الأعمال وبما هو في الوسع من غير كُلفة.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأعراف: ٤٢]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} مبتدأ، وقوله: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} أي: طاقتها من العمل، اعتراضٌ بينه وبين خبره وهو {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وإنما حسُن وقوع ذلك بين المبتدأ والخبر لأنه من جنس هذا الكلام؛ لأنّ الله تعالى لما ذكر عملهم الصالح دلّ ذلك على أنّ ذلك العمل من وسعهم وطاقتهم وغير خارج عن قدرتهم، وفيه تنبيه للكفار على أنّ الجنة مع عظم قدرها ومحلها يوصل إليها بالعمل السهل من غير تحمل كلفة ولا مشقة صعبة). (١)

وجه الاستنباط:

أنه إذا عُلِم أن مبنى التكليف على الوسع، زادت الرغبة في اكتساب ما يؤدي إلى النعيم المقيم لحصوله باليسر لا بالعسر. (٢)

الدراسة:

استنبط الخطيب من هذه الآية بدلالة اللازم أن الجنة إنما تُنال بالإيمان والعمل الصالح الذي يستطيعه الإنسان ويكون في وسعه من غير كُلفة، لا بما يعجز عنه ويشق عليه تحمله، وذلك مستفاد من التنبيه والاحتراز بقوله تعالى {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} إذ هو اعتراضٌ بين المبتدأ والخبر، فائدته الترغيب في


(١) السراج المنير ١/ ٥٤٦.
(٢) ينظر: محاسن التأويل للقاسمي (٥/ ٥٨)

<<  <   >  >>