(٢) قال ابن حجر في شرحه لقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ... »: قال ابن الجوزي: «إن قيل كيف ساغ لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لثبوت النهي عنه؟ فالجواب أن ذلك ساغ له لما عيّره الجُهال بأنه لا يحسن الصلاة! فاضطر إلى ذكر فضله. والمِدحَة إذا خلت عن البغي والاستطالة، وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره، كما لو قال القائل: إني لحافظ لكتاب الله، عالم بتفسيره، وبالفقه في الدين، قاصداً إظهار الشكر، أو تعريف ما عنده ليستفاد منه، ولو لم يقل ذلك لم يُعلم حاله») فتح الباري (١١/ ٢٩١)، وينظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (١/ ٢٤٠)، وتحفة الأحوذي للمباركفوري ٧/ ٢٦ (٣) ينظر: جامع بيان العلم لابن عبد البر ١/ ٥٧٦.